تتمتع الجمهورية الإسلامية الإيرانية بأهمية إستراتيجية کبيرة وحيوية، وتزداد هذه الأهمية نظراً للتطورات الإقليمية والدولية، فقد کانت إيران خلال الفترة التي سبقت الثورة الإسلامية، تمثل حجر الزاوية بالنسبة للسياسة الأمريکية, وبعد الثورة في إيران في عام 1979م، وما مثلته هذه الثورة من تغيير أساسي وجذري في سياساتها، سواء على المستوى الداخلي أو الخارجي، انتقلت إيران من مرحلة المدافع عن المصالح الغربية في المنطقة، إلى دولة تتبع سياسة إسلامية مستقلة بعيدة عن المحاور والتحالفات، وطرحت هذه الثورة أفکاراً جديدة الصفات بخصوصية وتوجيهات مغايرة ومختلفة، لما ظل سائداً في البيئة الإقليمية والدولية على حد سواء وبالمقابل اعتبرت هذه الثورة نقطة تحول جديدة في نظرة إيران لعلاقاتها الخارجية, وکيفية بلورة سياسة خارجية تمثل ردة فعل قوية على السياسة الخارجية التي اتبعها الشاه, أن يمضي نحو التحول إلى دولة تشارک في تشکيل بنية منطقتها, وجوارها الإقليمي, بدلاً من أن تکون مادة يشکلها الآخرون, وهو ما يمکن تلمسه في توجه السياسة الإيرانية, خصوصاً في محيطها الإقليمي