الحمد لله المتفضل علينا بالنعم، خالق اللوح والقلم، الذي علم الإنسان ما لم يعلم، والصلاة والسلام على أفصح العرب وخير البشر سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله الکرام.                                        وبعد                      لقد أنزل الله کتابه الکريم بلغة العرب، فجرى في طريقته على سننهم في القول، وجعل الله – عز وجل – فهم ذلک الکتاب من فهم اللغة التي أنزل بها.. ولذلک عکف العلماء على وضع القواعد اللغوية – النحوية والصرفية – التي تساعد على فهم اللغة وأساليبها حفاظا على القرآن الکريم ومحاولة لضبط الألسنة من التحريف أو الخطأ. ومن أجلّ هذه العلوم وأعلاها قدرا علم التصريف الذي يبحث في صيغ الکلمات العربية وأحوالها التي ليست بإعراب ولا بناء والزوائد الداخلة عليها والاشتقاق الذي تشتق منه، يحتاج إليه جميع الدارسين للغة العربية وفروعها؛ لذلک اعتنى به علماء اللغة عناية بالغة، وصنفوا فيه المصنفات، وکتبوا فيه الرسائل. وکان ممن اعتنى بهذا العلم، العالم اللغوي الجليل (أبو عمرو بن الحاجب) صاحب کتاب (الشافية في علم التصريف)، وعلى الرغم من صغر حجم هذا الکتاب فإن له مکانته العلمية العالية بين کتب الصرف ، ونظرا لأهمية هذا الکتاب الذي يعد من أهم الکتب التي ألفت في هذا العلم؛ قام کثير من العلماء بشرحه کل حسب منهجه وطريقته في الشرح ؛ ليخرجوا ما فيه من فوائد عظيمة تعود على الباحثين والدارسين لعلم الصرف.