ارتبط تاريخ المجتمع الإسرائيلي بالصراع, وتمحور هذا الصراع بين جماعتين :اليهود والعرب. وقد کان هذا الصراع يترکز حول مسألة السيطرة على الأرض. فقد نظر العرب واليهود إلى هذا النزاع على أن مکسب الطرف الأول منهما يعد بالضرورة خسارة للطرف الثاني .من هنا لم يکن هناک أى أساس للافتراض بأن تحقيق مصالح الجماعة الأولى يمکن أن يفيد الجماعة الثانية.
ويعد النزاع الإسرائيلى العربى فى أساسه صداما بين حرکتين قوميتين على قطعة واحدة من الأرض .وکان شراء الأرض منذ بداية الاستيطان هدفا قوميا مؤکدا عند اليهود ولکنه شکل خطرا قوميا عند العرب .ويلعب المکون العاطفى الرومانسى لحب الوطن وترابه فى أية حرکة قومية دورا هاما يحول الأرض إلى رمز, إلى أسطورة, إلى موضوع أقرب إلى القداسة الدينية. واحتل هذا المکون کذلک مکانا رئيسيا فى الحملات الأيديولوجية والتعبيرات الثقافية الکثيرة للحرکتين القوميتين, اليهودية الصهيونية والعربية. ولم تکن الأرض بالتالى مجرد رمز فقط, کما تسبب أيضا النزاع على قطعة واحدة من الأرض, والذى أدى إلى مشکلة لأکثر من مليون لاجئ يهودى  _ کما أشار بنى موريس فى بحثه_  "فى إحدى المشاکل المستعصية على الحل فى هذا العالم", کما تسببت کذلک فى مشکلة اللاجئين الفلسطينيين.
وقد أخذت حالة الصدام مع العربى الفلسطيني, اتجاهات عديدة فرضتها الظروف والأحداث التى وقعت على مدى القرن العشرين بين کل من اليهود والعرب, حيث حاول کل طرف من^[3] أطراف الصراع أن يثبت حقه فى الوجود على هذه الأرض, وأن يدافع عن إدعاء استمرارية هذا الوجود فيها.
وتطرق هذا الفصل إلى انتماء الشخصيتين الفلسطينية والإسرائيلية إلى أرض واحدة مشترکة, ثم الحديث عن علاقة الفلسطينى بالأرض من النکبة إلى العودة, منذ تشريده وضياعه بفعل نکبــة العام 1948 التــي لحقت بالشــعب الفلسطيني والإرهاب الذى مارسته المنظمات الصهيونية من عمليات اقتلاع وطرد ونفى وتشريد الفلسطينيين خارج ديارهم وممتلکاتهم وخارج وطنهم. حتى عودته إلى أرض فلسطين والترکيز علي إبرازحق العودة الفلسطينى, و تغير ملامح أرض الوطن, وبعد ذلک تشجيع ودعوة يهود العالم إلى الهجرة إلى أرض فلسطين, ويخلص هذا الفصل إلي عرض وجهة النظر الإسرائيلية فى أن حل النزاع الإسرائيلى الفلسطينى حول الأرض يتحقق بإقامة دولتين متجاورتين مستقلتين, والخوف من إقامة الدولة الواحدة لأن من شأنها أن تؤدى إلى تعاظم القوات القومية المتطرفة التى تهدف إلى تصفية إسرائيل. وهو ما ظهر واضحا فى النماذج المقتبسة من  الرواية محل الدراسة.