فإنَّه غير خافٍ على أحد ما أصاب العالَم بأسره في الفترة الماضية والمستمرة في الفترة الحالية، من انتشار فيروس  کوفيد -19 (کورونا) الذي أثّر على الحياة العامة والخاصّة للأفراد، بل أثّر على اقتصاديّات کثير من الدول. ومن المعلوم أنّ السبب الرئيس لانتشار هذا الفيروس -بل کل فيروس- هو العدوى التي ينتقل من خلالها، فيتکاثر وينتشر عَبر الأفراد ثم الجماعات حتى ينتقل من دولة إلى أخرى حتى يعمّ العالَم بأسره، وهذا ما وقع بالفعل مع هذا الفيروس الخطير الذي يتميز بسرعة العدوى، وسرعة الانتشار. ولأهمية هذا الموضوع، فقد رأيت تناولة من زاوية خاصة، وهي مسلک الإمام المبارکفوري رحمه الله (المتوفى سنة: 1353هـ) في رفع الخلاف عن أحاديث العدوى من خلال کتابه الطيب النافع: "تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي"، مع مقارنة مسلکه بمسالک جملة من العلماء الآخرين. وقد قدّمت لذلک بمقدمات نافعة بإذن الله في تعريف مختلف الحديث ومُشکل الحديث وتحرير الفرق بينهما، مبيّنة أهمية علم مختلف الحديث، وأسباب الاختلاف بين الأحاديث، والتعريف بمسالک دفع التعارض وضوابطها، ثم الختام بأحاديث العدوى مختلفة الظاهر التي تناولها المبارکفوري في کتابه تحفة الأحوذي ومسلکه في رفع الخلاف عنها ومقارنته بمسالک جملة من العلماء؛ وفي ذلک فائدة عظيمة في الرد على المشککين والطاعنين في السُّنَّة النبوية بمحض أهوائهم، فکان أهل العلم أمثال المبارکفوري وغيره القلاع الحصينة التي تتهاوى عندها شبهات وترّهات المشکّکين والحاقدين على الإسلام، وعلى سنّة نبينا عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم؛ وعلى الله قصد السبيل.