تعود أهمية الحرس الثوري الإيراني إلى کونه الجهاز الذي تعتمد عليه إيران في حماية الثورة والنظام والحفاظ على الأمن، فقد تم تأسيسه بعد انتصار الثورة الخمينية مباشرة، لحماية المکتسبات وإقصاء الخصوم وقد تطور هذا الجهاز تدريجياً حتى أصبح له اليد العليا عسکريًا وسياسيًا واقتصاديًا، وهذا أثر بشکل کبير على إيران، وانعکس أثره على المنطقة العربية بأکملها.
ولهذا، من المهم معرفة أساس هذ الجهاز العسکري وکيفية تکوينه وفهم مهامه الداخلية والخارجية. ولهذا جاءت هذه الدراسة لتناقش نشأة الحرس الثوري الإيراني ومهامه في سنواته الأولى، وذلک في أربعة مباحث. الأول، تکوين الحرس الثوري، حيث سيتم تسليط الضوء على المجموعات المسلحة التي تشکلت للوقوف ضد الشاه، وکيف أن الخميني استغل هذه المجموعات وشکل منها نواة الحرس الثوري. الثاني، التنظيم المؤسساتي للحرس الثوري، وهنا سيتم إبراز تقسيمات الحرس الثوري البرية والبحرية والجوية وغيرها من التشکيلات والقيادات العسکرية. الثالث، دور الحرس الثوري في حماية الثورة والأمن الداخلي، حيث سيتم مناقشة وقوفه في وجه الثورات المضادة التي تنادي بالحرية والتعددية، بالإضافة إلى حفظه للأمن وقمع کل من يخالف مبادئ الثورة الخمينية. الرابع، الدور الوظيفي للحرس الثوري، وفي هذا المبحث، سيتم الحديث عن تطور هذا الحرس وتغلغله في الشؤون السياسية والاقتصادية والفکرية، مع إبراز المهام والوظائف الجديدة التي أوکلت إليه خلال فترة الدراسة.