هذا البحث بعنوان "الرواة المتهمون بالتشيع ونماذج من مروياتهم في مسند الحميدي (جمعا ودراسة)" قمت فيه بمحاولة حصر الرواة المتهمين بالتشيع في مسند الحميدي، ودرست شيئا من مروياتهم، للمقارنة بين الواقعين النظري والعملي في کلام أهل النقد، وکان عدد الرواة في البحث ثمانية عشر راويا متهما بالتشيع، وظهر لي من خلال البحث أن الرواة ليس کلهم على درجة واحدة في هذه البدعة، فمنهم الغالي، ومنهم المقتصد، ومهم بين ذلک، وکانت عدد المرويات التي درست في هذا البحث تسعة عشر رواية؛ ظهر من خلالها أن التشيع قد لا يؤثر في قبول الرواية إلا بشروط وقيود؛ أهمها؛ أن يکون المتشيع رأسا في تشيعه داعيا إليها، ينال الصحابة بالسب والنقصان؛ فهذا لا تقبل روايته، وإن کان غالبا لا يکون مثل هؤلاء من أهل الصدق، فخرج من حد الاحتجاج من غير وجه، وتبين لي أن الحميدي رحمه الله يهتم بالرواة في اختيارهم، ومن خلا ل هذا البحث ظهر أن طريقته کما تلميذه البخاري رحم الله الجميع.