لقد أسهب العلماء في الحديث عن الترابط و التماسک النصي ؛ لما له من دور في التحام ظاهر النص مع باطنه وشکله مع مضمونه . ونقصد هنا بالتماسک النصي وجود علاقة بين أجزاء النص أو جمله أو فقراته لفظية أو معنوية وکلاهما يؤدي دورا تفسيريا ؛ لأن هذه العلاقة مفيدة في تفسير النص وتحليله .  ولکي تکون لأي نص نصية ينبغي أن يعتمد على مجموعة من الوسائل اللغوية التي تخلق النصية ، ومن هنا جاء دور العالم ( روبرت دي بوجراند ) الذي يرى أن النص حدث تواصلي يلزم لکونه نصا أن تتوفر له سبعة معايير وهي:
السبک ، الحبک ، القصد ، المقبولية ، الإخبارية أو الإعلام ، المقامية ، التناص . ونظرا لأهمية الموضوع آثرت بفضل الله تطبيق أهم هذه المعايير وهو السبک النصي  ،  ودراسته على أشرف الأقوال وأقدسها بعد کلام الله کلام  المصطفى ﷺ ، ووقع الاختيار على خطبته الشريفة ﷺ ( خطبة حجة الوداع )  لعلي أبرز جانبا من جوانب فصاحتها وتماسکها . ولقد وسمت الدراسة بعنوان : ( السبک النحوي في خطبة حجة الوداع )   . ويهدف البحث إلى:  1-               إعادة قراءة تراثنا النحوي قراءة جديدة في ضوء اللسانيات المعاصرة . 2-               الکشف عن معيار السبک النحوي في خطبة النبي ﷺ  . 3-               توظيف هذا المعيار وأدواته في تحقيق التماسک النصي للخطبة.