يقوم البحث التداولى على عدة مفاهيم لدراسة الظواهر اللغوية ومن بين هذه المفاهيم نجد الاشاريات وهى عبارة عن علامات لغوية لا يتحدد مرجعها الا فى سياق الخطاب التداولى لانها خالية من اى معنى فى ذاتها ولا يمکن فهمها الا بالرجوع للسياق الخاص بها لذلک حظيت باهتمام علماء اللغة قديما وکان جل اهتمامهم بادوات الربط بين اجزاء الجملة الواحدة وبين مجموعة الجمل واهتمامهم ببعض الجوانب الصرفية والنحوية والدلالية داخل الجملة اما علماء اللغة حديثا فاهتموا بالجانب التداولى منها واعتبروا ان النص يتالف من عدد ما من العناصر تقيم فيما بينها شبکة من العلاقات الداخلية التى تعمل على ايجاد نوع من الانسجام والتماسک بين تلک العناصر وتسهم الروابط الترکيبية والروابط الزمنية والروابط الاحالية فى تحقيقها لذلک يذهب التداوليون الى ان الاشاريات التداولية تعکس ادوار القول فى المقامات التخاطبية المنجزة فى بعدها المادى المحسوس وقد اعتمدوا فى ذلک على قوة علاقة هذه الوحدات بالحضور فى المقام التخاطبي باعتباره اطارا لحدث التلفظ فهى وحدات ليس لها خارج الاستعمال والتداول اى قيمة فى ذاتها