تنتمي نظرية السياق السببي إلى البحث اللغوي، کما أنها تلقي ظلالا على البحث الاجتماعي حيث إنها ترتبط ارتباطا وثيقا بالموروث الثقافي في کافة اللغات، وخاصة في اللغات السامية؛ فتُعرف الظاهرة في کتب اللغويين القدامى بمصطلح "علل التسمية". تعکس هذه الظاهرة اللغوية موروثا اجتماعيا، يتمثل في کتب التراث الديني اليهودي وخاصة العهد القديم _المصدر الأول لتلک الکتب_ بشکل لافت للنظر، باعث على البحث والدراسة، حيث ارتبطت معظم أسماء شخصيات العهد القديم وأهم مدنهم وأماکنهم بسياقات علل التسمية، منها ما کان على وجه حقيقي ومنها ما کان على وجه مجازي ومنها ما ارتبط بقصه  يعکس السياق السببي ملامح من تراث اللغة العبرية؛ حيث يکشف عن مدى إبداع العبرانيين في تخليق أسماء أبنائهم ومدنهم وآبارهم، ومدى تأثّرهم في ذلک بالتراث العربي القديم.