لذا فقد رأيت أن أدرس الآراء الواردة في الآية دراسة تحليلية فاحصة، توضح بجلاء ما إذا کانت هذه الآية منسوخة لا يُعمل بها، أو مخصوصة بفئة معينة، أو محکمة عامة إلى أن تقوم الساعة. وقد اعتمدت فيها على المنهج الاستقرائي، والمنهج التحليلي، والمنهج النقدي. وينقسم البحث إلى مقدمة، وأربعة مباحث، وخاتمة، وقائمة بالمصادر والمراجع، تحوى المقدمة عرضًا لقضية حرية الاعتقاد في العصر الحديث، والدراسات السابقة، وإشکالية الدارسة، وأقسامها، وتناول المبحث الأول دراسة الآية من حيث الألفاظ وأسباب النزول، وناقش المبحث الثاني آراء المفسرين في نسخها أوتخصيصها بفئة محددة من الناس، ومناقشة حججهم، أما المبحث الثالث فقد استعرض آراء المفسرين القائلين بإحکام الآية وعمومها، وجاءت الخاتمة لتشتمل على نتائج الدراسة، ومن أهمها أن الآية محکمة عامة إلى يوم الدين. تعد قضية حرية الاعتقاد من أکثر القضايا شغلًا للرأي العام في العصر الحديث، وذلک بعد أن أصبحت هذه القضية أحد الثوابت الإنسانية العامة، التي لا محيد عنها، وبعد أن نظرت إليها أغلب المجتمعات الإنسانية في العصر الحديث بوصفها حقًا مقدسًا. ومع احتکاک العالم الإسلامي بالفکر الغربي الحديث في نهاية القرن الثامن عشر