يتناول هذا البحث تحليلاً لمقالة "المصريون والعقل الجمعي" للکاتبة أماني فؤاد، من ناحية توظيف الأسلوب الاستعاري في مقال سياسي موجه لزيادة وعي القراء في مسألة توريث الحکم على مدار التاريخ. وقد احتوت الدراسة على إحصاء للمفردات الاستعارية التي استعملتها الکاتبة في هذه المقالة مع إبراز النطاقات المصدرية التي يظن الباحث أن الکاتبة استقت منها مفردات استعاراتها. کما تم تذييل هذا الإحصاء بتحليل للسبب الذي أدّى، في زعمنا، إلى اختيار نطاقات إدراکية معينة دون غيرها، لوصف فکرة أو مبدأ تناولته الکاتبة بالشرح أو التحذير.  مع إبراز أهمية اختيار ذلک النطاق تحديدًا دون غيره في توجيه القارئ نحو تکوين انطباع معين من جهة، وفي الکشف عن وجهة النظر أو الانطباع المتکون لدى الکاتبة من جهة أخرى وإن لم تکن وجهة النظر هذه معلنةً. ويحاول البحث تطبيق الخطوات التالية على المقال: -         تحديد الاستعارات الواردة في المقال ثم تصنيفها وفق کلمات مفتاحية استعارية، مع قياس درجة التواجد الکمي لهذه الکلمات. ثم فحص سياقات ورود الکلمات المفتاحية السابقة للتميز بين الاستعمال الحقيقي والاستعمال الاستعاري. -         تفسير الاستعارات واستخلاص استعارات مفاهيمية من هذه الاستعارات، عن طريق الاهتمام بالمعنى القائم بين الأفراد، للتعرف على نوعية العلاقات الاجتماعية التي وُجدت بين الأفراد. -         شرح الاستعارات واستعمال النتائج في اقتراح أنماط للفهم أو الفکر تشکل معتقدات وتصرفات الأفراد أو تقيدها. وذلک للإجابة عن الأسئلة التالية: -         هل يخلو الخطاب الجاد من الاستعارة؟ -         هل الاستعارة حلية وزينة کلامية فقط؟ -         هل يقصد الکاتب اختيار استعارات معينة للتأثير في وجهة نظر المتلقي؟ -         هل يعکس اختيار الاستعارة جوانب خفية من شخصية الکاتب وفکره؟