تعددت المناهج التي تدرس النص الأدبي قصد الکشف عن نظامه وعلاقاته، والبنيوية أحد هذه المناهج فهي تمثل طريقة وصفية في قراءة النص الأدبي لا تهتم بالمضمون المباشر، بل ترکز على شکل المضمون وعناصره وبناه التي تشکل نسقية النص في اختلافاته وتآلفاته. ولم يعد الأدب معها إبداعا عبقريا يعتمد على قدرة المؤلف الخارقة بل أصبح صيغة کتابية تحکمها قوانين وشعارات، فرکزت على أدبية الأدب وهذا ما حسب عليها وأدى إلى ظهور البنيوية التکوينية التي أنقذت البنيوية الألسنية من انغلاقها حين اخترقت الدراسة النصية إلى ما وراءها من مؤثرات ثقافية واجتماعية وتاريخية، وربطت النتاج الأدبي بالجماعة أو الطبقة التي أنتجته. تأثر النقاد العرب بالبنيوية التکوينية حتى طبقوها في مختلف دراساتهم ومن بين هؤلاء النقاد محمد بنيس في کتابه ظاهرة الشعر المعاصر في المغرب