حاول هذا البحث أن يقترب من المشروع النقدي الأخير للمفکر السوري " جورج طرابيشي": " من إسلام القرآن إلى إسلام الحديث، النشأة المستأنفة " فهما ومساءلة ، لينظر في مدى اهتداء الناقد إلى خيار علمي ومنهجي مناسب بعيدا عن المناظرة السجالية لمدونة " الجابري". وکان أکثر ترکيزه، أي البحث، على الآلية المنهجية التي استثمرها الناقد في قراءة التراث العربي الإسلامي، وتحديدا منه العقل السنّي، إذ راهن على بعد المنهج في إعادة قراءة المسألة الدينية يحدوه في ذلک سؤال الحداثة / هاجس التحديث وکيفية خروج العقل العربي الإسلامي ممّا يعانيه من انغلاق وفوات. هذا، واهتدى البحث بالمقاربة الحوارية لتفکيک وتأوّل خطابات " جورج طرابيشي " التي يبدو أنّها تحمّل السنّة أو ما أسماه بإسلام التاريخ مسؤولية استقالة العقل في الإسلام.