خرج مفهوم الخطاب عن المفهوم المعجمي واللغوي واتسع إلى مديات أبعد لاسيما بعد استخدامه في ميدان الأدب والنقد لذلک ظهر مصطلح الخطاب الأدبي  ليشمل  تحديد نوع بذاته من الخطاب، وتعد الرواية أهم جنس أدبي  حيث تقوم  بتصوير الحياة الاجتماعية والسياسية والتاريخية التي يحياها الإنسان، فالنص الروائي يقوم على أسس جمالية ووظيفية تواصلية، يسعى من خلالها على ربط الواقع بالخيال في قالب فني وذلک لأن الرواية  تتسم بالکلية والشمول والتنوع ، وتعتبر الشخصية فيها من بين العناصر الروائية لأنها تمثل العنصر الحيوي في العمل الحکائي وذلک لأن هذه الأخيرة تلعب دورا أساسيا ومهما في بنائها، والروائي الجزائري "ياسمينة خضرا" من الروائيين الذين عالجوا المواضيع التاريخية والسياسية والاجتماعية، فروايته "فضل الليل على النهار" من الروايات التي تحوي شخصيات رئيسية عاشت أحداثا بکل تفاصيلها وأخرى ثانوية کانت عابرة في المسيرة الحياتية، ومن هنا کانت لنا إشکالية محورية هامة: کيف وظف الروائي الشخصيات في الرواية؟ وکيف جاءت صيغ السرد في الرواية وهل وظفت التقنيات السردية الحديثة؟ ماهي الشخصيات التي استعملها في صيرورة الأحداث وعلاقتها ببنية الشخصية ومکانتها؟