تعتبر الشائعات من الأسلحة الخطيرة التي تهدد المجتمعات في قيمها ورموزها، إذ يتعدى خطرها الحروب المسلحة بين الدول، بل إن بعض الدول تستخدمها کسلاح فتاک له مفعول کبير في الحروب المعنوية أو النفسية التي تسبق تحرک الآلة العسکرية، ولا يتوقف خطرها عند هذا الحد فحسب بل إنها تتعدى للنواحي الاقتصادية والاجتماعية، لما لها من تأثير فعال على العواطف والأهداف المخاطبة لکونها تجيب على تساؤلات بأسلوب يرضي جميع الاتجاهات والآراء من جهة وتحقيق أهداف المخطط من جهة أخرى.وزاد من خطورة الشائعات التطور التقني الهائل في وسائل الاتصالات، والدور الذي يلعبه الخبر والتعليق والصورة، في القناعات والأفکار، وتشکيل وصياغة الرأي العام، وتتعاظم تلک الخطورة عندما تضطلع وسائل الإعلام بدور المروج للشائعات في المجتمع لما لهذه الشائعات من تأثيرات سلبية جسيمة على الرأي العام والمجتمع في مجمله، کما يزداد خطورة تأثير الشائعة حينما يصدقها ويتناقلها أفراد قد لا يعلمون مدى تأثيرها على مجتمعهم خاصة إذا کانوا غير قادرين على التمييز بينها وبين الصدق لحداثة سنهم أو قلة خبرتهم ونضجهم العقلي. ويظهر أيضاً تأثير الشائعات على المجتمع وعلى جمهور هذه الشائعة نفسة فلا يوجد مجتمع بدون شائعات ، وباعتبار العلاقات العامة حلقة الوصل الحيوية التي تصل بين المؤسسة والمجتمع، فالعلاقات العامة في جوهرها نشاط اتصالي، يهدف إلى کسب ثقة الجمهور وتأييده لأهداف وسياسات المؤسسة، وإبراز صورة إيجابية للمؤسسة أمام جمهورها والمجتمع المحيط بها.