يعد "الاغتراب" Alienation من المفاهيم المهمة التي طرحت بشکل ملحوظ على مائدة البحث العلمي في الفترات الراهنة، وذلک لارتباطه بعديد من حقول المعرفة الإنسانية، مثل الدين، والسياسة، والاجتماع، والاقتصاد ... إلخ، ويتغير مفهومه وفقًا لتغيُّر الحقل المعرفي الذي يعالج فيه، ومن الجدير بالذکر أن الاغتراب في الأصل مصطلح ديني يعبر عن حالة الانفصال، وبما إننا نتحدث في حقل الدين، فيعني الانفصال هنا هو انفصال الإنسان عن ربه، أو عن دينه. وبالتالي، فالاغتراب في حقل الاقتصاد يعني انفصال الإنسان عن عمله، والاغتراب في حقل علم الاجتماع يعني انفصال الإنسان عن مجتمعه والمحيطين به، والاغتراب في الوجودية يعني انفصال الإنسان عن ذاته وخصوصيته الوجدانية. ولکن، قد يحدث في بعض الأحيان أن تتم المغالاة والتطرف في تفسير ذلک الاغتراب، الأمر الذي يترتب عليه نتائج بالغة الخطورة، مثل إصابة الإنسان ببعض الأمراض، مثل: الانتحار، والإلحاد، والإرهاب. ويمکن معالجة إشکالية التطرف الهيرمنيوطيقي "للاغتراب الديني" Religious Alienation خلال الإجابة على عدة تساؤلات: ما مفهوم الاغتراب؟ وکيف تطور؟ وما أهم سياقاته؟ وما التأويلات التي حدثت للاغتراب الديني؟ وما مظاهر الاغتراب الديني؟ وما أهم الأمراض التي قد يتسبب في حدوثها؟ وما العلاج الروحي له؟