ترمي مخلف السياسات التنموية في جميع دول العالم إلى تحقيق رفاهية الفرد والارتقاء بمستوى معيشته من خلال توفيرها لمختلف متطلبات الحياة اليومية، والمتجسدة في شکل مشاريع خدمية؛ والتي تعتبر أکثر تردد للسکان إليها لارتباطها المباشر بحياتهم اليومية. فجودة الحياة تعتبر من المفاهيم المعقدة التي أصبحت تتناول في العديد من التخصصات العلمية وفق مقاربات مختلفة حسب طبيعة التخصص باعتبارها من الظواهر المتعددة الأوجه بالمجال الحضري، وهي من العوامل التي بإمکانها تفسير واقع التنمية الحضرية المحقق.   وفي هذا الإطار، فإن مدينة الخروب تُقدم نموذجًا واضحًا لتحسين مستمر ومتواصل لمستوى جودة الحياة عبر قطاعاتها الحضرية، منذ اختيارها لأن تکون إحدى المدن التوابع لمدينة قسنطينة، تعمل على استقبال الفائض السکاني القسنطيني، رافقها توطن مختلف الخدمات لضمان تلبية احتياجات السکان الأصليين وکذا السکان الجدّد المحولين إليها من مدينة قسنطينة، والجدير بالذکر أن عملية تفريغ الفائض السکاني القسنطيني بمدينة الخروب کان على فترات متلاحقة لکن بأحجام سکانية متباينة من فترة لأخرى، الأمر الذي کان له انعکاس مباشر على مستوى جودة الحياة وتباينها حسب کل فترة وکذا تباين توزيعها المکاني عبر القطاعات الحضرية للمدينة؛ مما يعکس واقع التنمية الحضرية المحقق بالمدينة.