تظهر أهمية دراسة موضوع الوصية الواجبة من حيث مواساة فرع من مات أبوه في حياة أصله، إذ قد يموت الولد في حياة ابيه او أمه ، ولو عاش ذلک الولد إلى موتهما لورثهما، ولکن عاجلته المنية قبلهما أو قبل أحدهما، فاستقل أخوه من مات بالميراث حاجبين فرع من مات لکونهم أعلى منهم في الدرجة ، فيجتمع عليهم الفقر واليتم، إذ غالب حالهم أنهم ذرية صغارًا ضعافًا لا يملکون من حطام الدنيا إلا نتاج ما کان يبذله أبوهم أو أمهم من جهد لکسب القوت لهم، وقد يکون هذا الابن الذي مات في حياة أصله – غالبًا – ما کرس وقته وجهده في تکوين ثروة أصله؛  على نحويکونون هم أحق بالأخذ من ترکة جدتهم؛ لکون ثروته تجمعت من عرق وجهد أبيهم في الوقت الذي کان فيه أعمامهم صغارًا يعولهم الابن المتوفى متکفلًا لهم مع أبيه. وکثيرا ما ثار النزاع والتداعي أمام القضاء بين الحفدة وأعماهم بشأن استحقاق ترکه الجد أو الجدة، بل أحيانا ما ثار بينهم الاقتتال فسفقت الدماء ودارت دائرة الثأر بلا توقف، فتفرقت الأسر والعائلات وارتفعت من بينهم المحبة والمعزة والنصرة ، وحلت مکانها الحسد والحقد والبغضاء على نحو يهدد أمن المجتمع وسلامته  لذا فإن الحاجة والضرورة وقواعد العدل والإنصاف تدعوا بأن يفرض لهم بموجب القانون في ترکة الجد أو الجدة بالوصية الواجبة نصيبا محددا تفاوتت التشريعات العربية في تحديد المستحقين ومقدار.