ظل نظام الحکم في إيران قائماً على أسس قبلية منذ زمن بعيد، فقد کان للقبيلة دور أساسي ومهم في التحولات السياسية والاجتماعية، بل وفي نشأة الحکومات وانهيارها علي مدي التاريخ الإيراني بعد الإسلام. بحيث لا يمکن دراسة تاريخ إيران السياسي والاجتماعي دون دراسة دور المجتمعات القبلية -التي تنتشر في أرجاء الهضبة الإيرانية- في الأحداث، وقد ظل هذا الدور قائماً وفعالاً حتى بداية العصر البهلوي الأول (رضاه شاه، 1925 - 1941)، وهو العصر الذي يمثل نقطة تحول في التعامل بين المجتمعات القبلية والحکومة المرکزية، فبعد أن کانت القبائل تقوم بأعباء جمع الضرائب وتسليمها للدولة، وتزويد الجيش بما يحتاجه من أفراد في مقابل حصول رئيس القبيلة منها على اعتراف رسمي بصلاحياته، استغنت الدولة في أوائل العصر البهلوي عن ذلک کله بما تحقق لها من موارد جديدة تمثلت في نصيبها من إيرادات بيع النفط، وبنظام التجنيد الإجباري