ظل کثير من الباحثين في تاريخ المجتمعات الإسلامية يعتمد حتى عهدٍ قريب على النصوص المدونة في المصادر التاريخية فقط. وقليل هم أولئک الذين قرروا المغامرة خارج هذا السياق فنبشوا في مصادر جديدة لاستکشاف الجوانب الغامضة من تاريختلک المجتمعات، فنقبوا في المتون الفقهية والنوازلية، وکتب الطبقات والتراجم، وکتب الکهانة والسحر والشعوذة، بالإضافة إلى کتب المناقب والکرامات التي ترجمت للمتصوفة. ومن الصنفين السابقين تحديدًا (کتب الکهانة والسحر، وکتب المناقب) يبدو بوضوح لماذا يُعد الباحثون في هذه الفروع مغامرين فعليًا، ذلک أن خوارق العادات التي يذخر بها هذان الصنفان فضلاً عن انحرافهما کثيرًا عن ضوابط الشريعة الإسلامية؛ جعلت نظرة بعض الباحثين مؤسسة على عد تلک الکرامات والمناقب مجرد شوائب وأساطير وخرافات يستحسن الاستغناء عنها؛ ومن ثم عدم اعتمادها في المرجعيات التاريخية^([i]).