استهدف هذا البحث دراسة تحليلية فنية لقصص الظعائن في القصيدة الشعرية في العصر الجاهلي، وقد وقع اختياري على بعض القصائد الشعرية؛ لوضوح عناصر الفن القصصي فيها، إذ تکاد تکتمل فيها کل عناصر القصة من أحداث وشخصيات وحوار وزمان ومکان وحبکة فنية. وکان الدافع لاختيار هذا الموضوع الرغبة مني في أن أساهم في الکشف عن الجوانب الفنية التي تزخر بها قصص الظعائن، وإبراز ما فيها من معاني جمالية دقيقة تأسر لب القارئ. وقد بدأ هذا البحث بتوطئة عن طبيعة الحياة العربية في العصر الجاهلي ودواعي الارتحال، يليه التعريف بالمفهوم اللغوي والأدبي لکلمة ظعينة، فکانت لها دلالات عديدة ترددت على ألسنة الشعراء، ودلالتها في بحثي المرأة الراکبة في الهودج، ثم انتقلت إلى درس الجانب القصصي للظعائن في القصيدة، فبدأت بالحديث عن المشاهد الدرامية التي تضمنتها قصة الظعائن، مسلطة الضوء على العناصر الأساسية للقصة الشعرية. وقد اقتضت طبيعة البحث استخدام المنهج الوصفي التحليلي لدراسة عناصر القصة، ورصد التقنيات الفنية کما جاءت في النص الشعري. وخلص البحث إلى نتائج من أهمها: أن لفظة الظعن لها معان عديدة في المعاجم اللغوية، وقد ترددت تلک المعاني على ألسنة الشعراء الجاهليين، إلا أن دلالتها بمعنى المرأة الراکبة في هودج کانت أکثر شيوعًا في الشعر الجاهلي على سائر المعاني. کما أن أغلب العناصر المکونة للقصة الشعرية في ضوء المفهوم النقدي المعاصر من شخصيات وحوادث وزمان ومکان حوار وجدناها في أغلب قصص الظعن.