لطالما قدم کلا من علم الجغرافيا وفن الأدب إضاءات تنير بعضهما البعض؛ إلا أن مواجهتيهما ظلت في تنافر وتجاذب نتيجة لتأثرهما بطبيعة وثقافة مبحثيهما اللذان يصوران تلک المواجهات على أنها في صراع دائم؛ بيد أنه وفي أوج هذا التنافر والصراع، شهدت تلک المواجهات الجيو-أدبية بزوغ نقاط التقاء تهدم الفواصل وتزيل الفوارق المنهجية الناجمة عن الفجوة الثقافية بين هذين المبحثين المتغايرين؛ ولقد أظهرت تلک المواجهات قدرة کلا المبحثين على تأويل وإضاءة الآخر في لحظات  الالتقاء؛ لذا فإن المواجهات الجيو-أدبية تبرز تمثيلات  مکانية عدة داخل النص الأدبي. ومن ثم فإن البحث يقوم على استنارة التمثيلات المکانية التي تفرزها المواجهات الجيو-أدبية التالية: أدب الجغرافيا، والکارتوغرافيا السردية، والجيونقد، والجيو-شعرية، والنقد البيئي. والجدير بالذکر أن تلک المواجهات قد تطورت في أعقاب ما يسمى بالتحول المکاني في العلوم الإنسانية والاجتماعية منذ التسعينيات؛ ويستند الاطار المجازي لمفهوم "الخريطة والنص" ‘إلى الفضاءات المکانية والأماکن والأنساق الطبيعية في النصوص الأدبية؛ کما أن هذا الاطار المجازي للفضاء المکاني غدا مبدأً سردياً، وطاقة توليدية للأفکار، وقوة بنائية فاعلة، وعنصرًا دلالياً في النظرية الأدبية.؛ ومن ثم فإن الهدف الرئيسي من هذا البحث هو ابراز الاطر النظرية والنقدية المختلفة للمواجهات الجيو-أدبية التي ترسم خريطة الفضاء المکاني في النص الأدبي وإلقاء الضوء على الأساليب والأهداف والاختلافات والتقارب بين هذه المواجهات البينية. Geography and literature are impressed by their respective disciplinary cultures. However, they witness the emergence of contact zones that subvert the boundaries caused by the cultural divide between these two discrete disciplines.  The paper discusses five encounters emerged in the wake of the spatial turn in the 1990s: geography's literature, narrative cartography, geo-criticism, geo-poetics, and eco-criticism. The “the map and the text" is a spatial trope that becomes a diegetic paradigm, a structuring agent, and a signifying element in literary theory. Therefore, the objective of this paper is to illuminate the methods, objectives, divergences and convergences of these interdisciplinary encounters.