يعد رأس المال الاجتماعي بمثابة منفعة عامة ، بخلاف رأس المال الاجتماعي الذى يعد منفعة خاصة ، ويمکن القول بأن رأس المال الاجتماعي ليس ملکية خاصة لأى من الأشخاص الذين يستفيدون منها ، فعلى سبيل المثال : إن سمعتي بأنني شخص جدير بالثقة تفيد المتعاملين معي مثلما تقيدني ، لأنها تمکننا من المشارکة في تعاون متبادل يعود علينا بالفائدة . کذلک يعد رأس المال الاجتماعي مکملاً للصور الأخرى المتعلقة برأس المال ، وليس بديلاً لأى منها ، فعلى سبيل المثال قد يتداخل رأس المال الاجتماعي مع رأس المال البشري ، وتتأسس هذه العلاقة علي اعتبار إن ما يملکه الفرد من رصيد شخصي أو اجتماعي ، إنما يشکل رصيدا إنسانيا ، وإذا کان مفهوم رأس المال البشرى يرکز علي التعليم والمهارات ، وکافة الأنشطة الأخرى التي تؤهل الفرد أن يکون علي درجة عالية من الکفاءة والخبرة ، فإن الترکيز علي الجانب الاجتماعي ، والمتمثل في العلاقات الاجتماعية التي ربما تکون أيضا أکثر أهمية للفرد لما لها من تأثير علي حياته ، ومدى قدرتها علي تحقيق أهدافه وطموحاته داخل المجتمع ، کما تعتبر الثقة مکون أساسي من مکونات رأس المال باعتمادها علي مبادئ الثقة المتبادلة بين الأفراد والمؤسسات داخل المجتمع . ومن ثم فأن رأس المال الاجتماعي شکل أحد المفاهيم النظرية المؤثرة التي ظهرت في علم الاجتماع الاقتصادي بالشکل الذي يناظر مفهومي رأس المال المادي والبشرى المستخدمان فى علم الاقتصاد ، بل أصبح ينظر إليه على إنه الجيل الثاني من الإصلاح الاقتصادي ، بعد أن بات من المؤکد في کل أنظمة الاقتصاد السياسي أن الحرمان من أشکال رأس المال المختلفة، بما فيها رأس المال الاجتماعي ، أو التفاوت بين المواطنين في ذلک، يعد أهم التحديات التي تواجه تحقيق التنمية، ويترتب عليه في النهاية مستوى منخفض من الرفاه الاجتماعي. کما شکل رأس المال الاجتماعي أحد المفاهيم التي أصدرتها النظرية السوسيولوجية إلى لغة الحياة اليومية.