تُعد مرحلة الطفولة من أهم مراحل النمو لشخصية الطفل وتوافقه النفسي, ولاسيما السنوات الأولي من عمر الطفل, وذلک لتميز هذه المرحلة عن غيرها باعتماد الطفل فيها علي الأبوين, فالأطفال هم الصفحة البيضاء التي تتطبع عليها جميع النقوش والمؤثرات المختلفة(الغداني,2014). وهناک کثير من الجماعات والمؤسسات التي تلعب دورا رئيسيا في عملية التنشئة الاجتماعية للأطفال, من ذلک الآباء والأمهات حيث يسهمون في نقل القيم وفي توجيه سلوک الطفل وتعديله, وتختلف أساليب التنشئة الاجتماعية من مجتمع لأخر, ومن عصر إلي عصر أخر, کما تختلف داخل الفرد الواحد, وکذلک أيضا تختلف هذه الأساليب باختلاف الطبقات الاجتماعية, بل إن ما يعتبر معياراً مطلوبا في مجتمع ما قد يکون شذوذا وانحرافاً في مجتمع آخر(العيسوي ,207:2002). وتؤکد دراسة الغداني(2014(أن أساليب المعاملة الوالدية من الحماية الزائدة والقسوة والإهمال والرفض ومشاعر النقص والتسلط والتفرقة تنتشر بشکل کبير بين المضطربين کلاميا، ووجود علاقة سلبية بين أساليب المعاملة الوالدية السابق ذکرها وبين الاتزان الانفعالي لديهم، وإن تذبذب العلاقة بين الابناء والآباء قد يؤثر علي عملية تعلم اللغة وبالمقابل فان العلاقات الأسرية التي تخلوا من العاطفة قد لا تؤدي إلي تأخر لغوي فقط بل تقود إلي اضطرابات الکلام بمختلف أنواعه مثل التلعثم.