منذ نشأة الفهرسة المقروءة آليا (MARC) في حوالي منتصف القرن الماضي تم بدء العمل على إنشاء الفهارس الإلکترونية للمکتبات ومؤسسات المعلومات حتى وصلت إلى شکلها الحالي ، وأصبح أخصائي المکتبات قادر على التعامل معها بکافة الأشکال سواء بإدخال البيانات أو معالجتها أو استرجاعها وأصبح لديه فکرة عن الربط بين تلک البيانات مثل الربط بين الکتب التي کتبها مؤلف ما والکتب التي تتحدث عن ذلک المؤلف نفسه ، وهنا يأتي دور البيانات المترابطة Linked data التي تسمح لأجهزة الکمبيوتر بالتمييز والربط بين البيانات، حيث أنها تقنية لنشر البيانات وعرضها والتشارک فيها بواسطة المعرِّفات URI تمکِّن من الربط فيما بينها لجعل أي نوع من أنواع الوثائق صفحات الويب قابلة للقراءة من قبل الحواسيب والأشخاص على حد سواء، وهذا ما يجعل البيانات الواردة من مصادر مختلفة مترابطة وقابلة للاستعلام عنها واسترجاعها بسهولة في نفس الوقت.
وتهدف الدراسة تحديداً إلى التعرف على طبيعة البيانات المترابطة Linked data ومفهومها وأهميتها وکيفية تطبيقها والتقنيات المستخدمة بها واستخدامها لتطوير نظم وفهارس المکتبات، ومن خلال تحليل وفهم استخدام تلک التقنيات سيتم التعرف على طبيعة البيانات المترابطة والتعرف على دورها في استرجاع المعلومات.
وتسعى الدراسة لتحقيق تلک الأهداف من خلال استخدام المنهج الوصفي التحليلي للتعرف على البيانات المترابطة Linked data بکل جوانبها النظرية والتطبيقية، واستخدام بعض أساليب ذلک المنهج مثل أسلوب البحث الوثائقي لجمع البيانات المتعلقة بموضوع الدراسة ، وأيضاً يُمکن الباحث من دراسة أساليب تطبيق للبيانات المترابطة Linked data والتعرف على کافة الحقائق والبيانات المتعلقة بالدراسة وتحليلها والخروج بنتائج يمکن تعميمها بعد ذلک.