الهدف الرئيس لدراسة توزيع السکان وکثافتهم رسم صورة لانتشارهم وتباينهم المکاني وفق للصورة العمرانية القائمة ، وتساعد تلک الدراسة في بيان مناطق ترکز السکان أو انخفاض کثافتهم داخل المدينة. وتختلف المدن فيما بينها في أنماطها الکثافية ، فعمر المدينة والوظائف الاقتصادية التي تؤديها وحجم سکانها والمکان المادي الذي توجد به کلها لها تأثير على الأنماط المکانية للکثافات السکانية داخل المدن ، وبالرغم من ذلک وجد دارسو الکثافات السکانية الحضرية أوجه شبه وأنماط منتظمة في الکثافات الحضرية بحيث تم إعداد نماذج تعبر عن العلاقات الإحصائية بين الکثافات السکانية والمسافة الحضرية (داخل المدن)، وتسمح النماذج هنا بالتعبير عن العلاقات والقواعد العامة، وقد لا تنطبق على کل حالة فردية. وقد جاءت الدراسة في خمسة مباحث ، عرض الأول لأدبيات دراسة الکثافة السکانية ، وناقش الثاني الملامح التطورية والأهمية النسبية لحواضر اقليم الدلتا على المستويين المحلي والإقليمي، وتناول الثالث أنماط الکثافات السکانية المختلفة ( العامة- العمرانية- الصافية)، و عرض المبحث الرابع دراسة الکثافة السکانية من خلال خريطة التساوي و متاولا اثر الحجم السکاني والموضع على نماذج الکثافة، بينما درس المبحث الخامس الانحدارات الکثافية بحواضر الإقليم. وقد أظهرت الدراسة أن المنحنى العام للکثافة الفعلية بحواضر إقليم الدلتا يشير  إلى الارتفاع الواضح للکثافة بمنطقة المرکز و انخفاضها بالاتجاه نحو الأطراف .ووفقا لهذا يمکن القول أنه يتفق وإلى حد کبير مع نموذج تانر وشيرات والذي يشير إلى أن الکثافة تقل ببطئ في أول نطاق للمسافة نحو الخارج من مرکز المدينة ، ثم يتسارع الانحدار بشکل واضح ، وبالإقتراب من الأطراف الخارجية للمدينة يقل معدل انحدار في الکثافة مرة أخرى. وطبقا لذلک يمکن القول أن النموذج العام للکثافة بحواضر اقليم الدلتا يتفق  مع مرحلة النضج المبکر. کما يوجد علاقة العکسية ما بين معدل انحدار الکثافة الفعلي والأهمية النسبية للانحدارات الکثافية السالبة ، فالحواضر التي سجلت أعلى معدل للانحدار الکثافي هي نفسها الحواضر التي سجلت أقل معدل للأهمية النسبية للانحدارات الکثافية السالبة، ارتفعت نسبة الانحدارات الکثافية السالبة في اتجاهي الشرق والجنوب الشرقي بصورة واضحة حيث تقترب من النصف تقريبا، ثم في اتجاه الغرب بنسبة تقترب من خمسي جملة انحداراته الکثافية.