تعد قضية تجديد الخطاب الديني، من أبرز القضايا التي تصاعدت درجة الاهتمام بها في مصر والعالم العربي في ضوء العلاقة بين الدين والثقافة والسياسة والإعلام خلال السنوات الأخيرة لاسيما بعد ثورة 25 يناير 2011م. وبما أن الساحة الصحفية في مصر والدول العربية تزخر بالعديد من الصحف الإسلامية، وأن کثيرا منها لم يتمکن من بناء قاعدة شعبية له کالصحف الأخرى؛ لأسباب من بينها: تشابه موضوعاتها، وجفاف معالجاتها، وتبنيها لخطاب لا يتسق مع واقع الحياة المعاصرة ؛فضلا عن المستوي الفني والإخراجي المتدني. وبالتالي يمکن القول: إن هذه الصحف لم تستطع التعبير بشکل کبير عن الواقع المجتمعي والحياتي للمسلمين، وتبني مشکلاتهم والتحديات التي تواجههم وتقديم حلول جادة وفق رؤية إسلامية عصرية للتغلب عليها؛ مما أدي إلي تراجع دور هذه الصحف وعدم تحقيقها للآمال المعقودة عليها في مواکبة المشروع الحضاري للأمة الإسلامية. ومن ثم کانت الدعوة إلى تجديد الخطاب الديني بکل وسائله - وفي إطاره بالطبع الخطاب الصادر من هذه الصحف - بما يتماشى مع روح العصر، ويلبي طموحات المسلم المعاصر في إطار المتغيرات السياسية والاقتصادية والتکنولوجية للمجتمعات العربية والإسلامية.