الرأى العام هو "الرأى المعبر عن الإرادة الواعية لجماعة معينة، الذي يصل إليه أحد جماهيرها النوعية، بعد تفاعلات نفسية واجتماعية کثيرة ومعقدة بينه وبين بقية أعضائها في مواجهة قضية معينة تتصل بالمصالح المشترکة للجماعة کلها". وهذه التفاعلات تتأثر بالکثير من العوامل التي توجهها وتتحکم فيها، مما يکون له أثر علي سلوک الأفراد وتوجيهها، واتفق الباحثون على ضرورة توافر أربعة مقومات أساسية للحکم على الرأى بأنه رأى عام، وتلک المقومات هي: وجود قضية تتصل بالمصالح المشترکة للجمهور، وتکون مؤثرة في جميع جوانب حياته، ويوجد خلاف حولها، وتتطلب أو تحتمل اتخاذ قرار بشأنها، وحدوث تفاعلات بين أعضاء الجماعة المکون للرأى العام وجدل ونقاش علني لاستعراض کافة الآراء، وتتاح فرصة لکل وجهات النظر المتعارضة للتعبير عن نفسها واختيار الأمثل الذي يتفق عليه غالبية الجمهور، ثم الإرادة الواعية للجماعة بأکملها أى أن يکون ممثل لرأى الأغلبية والأقلية تخضع لهذا الرأى ويظهر رأى موحد للجماعة بأکملها ، وأن يعبر عنه بالسلوک اللفظي أو الفعلي وأکد بعض الباحثين على أهمية توافر هذا المقوم ليؤدى الرأى العام دوره في عملية اتخاذ القرار، ويرى البعض الآخر عدم ضرورة توافر هذا الشرط لأنه في حالات کثيرة قد يحتفظ المرء لنفسه بالرأى نتيجة لغياب الدافع الذي يشجعه على التعبير عن رأيه أو الخوف من النتائج السلبية المرتبطة بإعلان الرأى، أو لغياب وسائل التعبير التي تحقق العمومية للرأى وغيرها من الأسباب.