إن الحديث عن العولمة بتفاصيلها والخوض في تحدياتها أمر في غاية الصعوبة ؛ فالعولمة بالمفهوم الواسع تعني رفع الحدود وهدم الحواجز بين مختلف المجتمعات بدوافع اقتصادية وسياسية وثقافية , ونتيجة للتطور الهائل في مجال الاتصالات والتکنولوجيا تحول العالم إلى کيان واحد أو قرية واحدة سهلت التداخل والتقارببين مختلف الشعوب حيث باتت  التکنولوجيا تشکل دوراً کبيراً ومؤثراً في العملية الإعلامية في عصرنا الراهن ؛ فمن دون التکنولوجيا المستخدمة في وسائل الإعلام لا يمکن لأي مؤسسة إعلامية النجاح والوصول إلى الجمهور المراد إليه ؛ ومن ثم التأثير فيه عن طريق الرسالة الإعلامية المقصود بثها إلى هذا الجمهور ؛ فالإذاعة والتليفزيون والسينما جميعها وسائل إعلامية لا تستغني عن التکنولوجيا لأنها ولدت وتطورت وستستمر بفضل هذه التکنولوجيا.                وإذا جاز لنا توصيف عصرنا الذي نعيش فيه فهو باتفاق معظم الآراء عصر الصورة , ومن ثم فإن الشکل الثقافي السائد لعصرنا هو ثقافة الصورة , حيث باتت الصورة جزءاً من الواقع الحياتي في وقتنا الراهن , وفي هذا الصدد ذهب أحد المفکرين الغربيين "جي دي بوردG.Debord " إلى القول بأن " ظهرت علاقة بين الفرد والتکنولوجيا وما أفضت إليه من ممارسات سلطوية  جديدة متخفية في ثقافة الصورة , لتنمية اختراق اقتصاد السوق للمعاملات بين الذات والآخر خاصة بظهور مجتمع المشاهدة مع النمو التدريجي للتکنولوجيا المستخدمة في تمثيل الذات والآخر عبر المنافذ البصرية المتنوعة".