الحَمْدُ للهِ رَبِّ العالمين , والصَّلاةُ والسَّلامُ على سَيِّدِنا محمدٍ وعلى آله وأصحابِه الغُرِّ الميامين ومَن دَعَا بدعوتِه إلى يومِ الدِّين ... وبعد :
فإنَّ علمَ التصريف يحتاج إليه جميع أهل العربية أتم حاجة ، وهم إليه أشد حاجة ؛ لأنَّه ميزان العربية وبه تعرف أصول کلام العرب من الزوائد الداخلة عليها ، ولا يوصل إلى معرفة الاشتقاق إلَّا به ، وقد يؤخذ جزء من اللغة کبير بالقياس ، ولا يوصل إلى ذلک إلا من طريق التصريف .
وتناولنا في العلم بابا من أبوابه الجديرة بالإهتمام ، ألا وهو التصغير ، متتبعين هذا الباب في أجلِّ ما قالته العرب من الشعر ، وهي المعلقات العشر ، وسجلنا تفصيلاته ومعناه وصيغه وأغراضه، معتمدين بعد الله-سبحانه وتعالى- على مصادر هذا العلم وشروح المعلقات وبعض المعجمات .
    وقد اقتضت طبيعةُ البحثِ أنْ نُقَسِّمَهُ على مُقَدِّمَةٍ , وتمهيدٍ ، وأربعة مباحث, وخاتمةٍ , ثُمَّ خَتَمْنا البحثَ بِثَبت المصادر والمراجع .
والمباحث الأربعة ، هي :
الأول : تناولنا فيه المعلقات التي ورد فيها التصغير.
والثاني : تفسير الأسماء المصغرة الواردة في المعلقات .
والثالث : صيغ التصغير الواردة في المعلقات .
والمبحث الأخير: أغراض التصغير الواردة في المعلقات . 
 وقد تنوعت مصادر البحث ما بين کتب التصريف وبعض المراجع والمصادر الأخرى من علوم العربية التي أسهمت في خدمة وأهداف البحث .
والله نسأل أن يکون عملنا هذا خالصا لوجهه ، متقبلا لکلِّ مَن يطَّلع عليه ، وما توفيقنا إلَّا بالله عليه توکلنا وإليه ننيب .