بمجرد وصول النبي الى المدينة حتى واجه مشکلة کبيرة وذلک لغرض تأليف القبائل الموجودة في المدينة ولاسيما اليهود وقد تناولت في هذا البحث طبيعة العلاقة بين النبي والقبائل اليهودية الثلاث (الفينقاع والنضير وقريظة ) وکيف عمد النبي الى عقد التحالفات والمعاهدات مع هذه القبائل وذلک لغرض تـأمين الجبهة الداخلية لغرض مواجه الخطر الاکبر وهو قريش في ذلک الوقت واستخدم النبي جانب اللين والمداراة في تعامله مع اليهود وقد  اعتمدنا على المصادر الاسلامية التي تناولت هذه العلاقة والتي کانت صحيحة في محتواها بما احتوته من اخبار وروايات وذلک لصمودها اما النقد التاريخي ، راداً للمزاعم التي اوردها جلکرايست في کتابه محمد النبي في الاسلام ، والتي اظهر بها ان القبائل اليهودية الثلاث قد تعرضت الى الابادة من قبل النبي (r) متجاهل کل الروايات الاسلامية والتي ذکرت هذه القبائل انها قد قامت بنقض العهود والمواثيق التي کانت قد عقدت مع النبي (r) بمجرد دخوله المدينة ، ليس هذا فحسب بل قام اليهود بتحزيب القبائل وقريش لغرض  النيل من الاسلام ونبيه ، في حين ان النبي (r) قد اتبع معهم التسامح الديني انطلاقاً من قوله تعالى ((لکم دينکم ولي ديني))، وقد حاول جلکرايست في هذا الکتاب من اجتزاء النص واختيار الکلمات والجمل التي تمکنه بالنهاية من الوصول الى مأربه، فضلاَ عن الأساليب الملتوية في عرض ارائه