أسفرت تداعيات الأحداث والأزمات المتعاقبة التي مرت بمنطقة الشرق الأوسط، خلال الفترة ( 1991-2014 ), عن قيام عدد من دول المنطقة بأتباع إستراتيجيات إقليمية جديدة، وذلک نتيجة تغير طبيعة القضايا المطروحة، وتطور نوعية الصراعات المحتدمة، وتبدل في محاور النزاع الرئيسية، وقلة الحدود الفاصلة بين الفعل الداخلي والتأثير الخارجي، وإضعاف الدور المحلي وتصعيد الدور الإقليمي، وتبلور التحالفات المتعارضة التي تتبناها القوى الدولية والإقليمية المتنافسة بين محاور البيئة السياسية الحاکمة للإستراتجيات الإقليمية نحو الشرق، وغلبة الاعتبارات الطائفية والمذهبية على قضايا المنطقة، وهو الأمر الذي أوصل المنطقة إلى المواجهة المسلحة بين بعض الأطراف الداخلية المتنازعة، وإلى درجة استدعاء قوى خارجية حليفة لدعم طرف على أخر بهدف تعديل الترکيبة السياسية الداخلية لصالحه.