إنّ نظرة فاحصة في تباين آراء وأقوال العلماء المسلمين واختلافهم في فهم النص القرآني وتفسيره , تؤکد لنا بکل وضوح تنوع تأثرهم بشکل مباشر أو غير مباشر بمدارسهم ومذاهبهم التي ينطلقون منها في العقيدة والثقافة والذي أثر بدوره في طبيعة تناولهم لمناهج ومصادر التفسير , مما أدى إلى ظهور الوان واتجاهات في التفسير  تباينت في طبيعة تناولها وعرضها للمعنى القرآني کلاً بحسب مدرسته وثقافته ,ومن هنا جاءت أهمية البحث في أقوال المفسرين بين المدرستين جلّها يقع في مناهج التفسير النقلية والاجتهادية , والتي من جملتها الاتجاهات والألوان التفسيرية وأثرها في توجيه المعنى القرآني , وبمعيتها أسئلة افتراضية للبحث  تحاول الباحثة بيان ملامح النقد التفسيري في أقوال وآراء العلماء في بعض موارد أصول التفسير الروائية والاجتهادية , وهذا ما جعلنا نطرح تساؤلات عدة وهي : السؤال الأول: ما أوجه الاتفاق والاختلاف في أقوال المفسرين بين الرواية والاجتهاد ؟ السؤال الثاني : ما الأُسس المعتمدة في الاستدلال الروائي عند المدرستين ؟ السؤال الثالث: هل يمثل التفسير العقلي والاجتهادي الأصل في التفسير بديلا عن النقلي؟ السؤال الرابع :ما الصور النقدية للتفسير عند المدرستين ؟ وما نسبة التوافق والاجتماع بينهما؟