لقد شکل حوض البحر المتوسط محوراً التوصل الحضاري بين قارات العالم القديم منذ العصور القديمة والوسطي حتى العصور الحديثة، حيث تفاعلت في إطاره الحضارتان العربية الإسلامية والغربية تأثيراً وتأثراً في مجالات شتي سياسية واقتصادية وثقافية واجتماعية. ومنذ نهاية الوجود العربي الإسلامي في الأندلس في أواخر القرن الخامس عشر الميلادي، تصاعد المد الاستعماري الأوروبي حتى سيطر على الموانئ العربية الإسلامية المطلة على الحوض الجنوبي للبحر المتوسط، مما دعى ولاية طرابلس إلى طلب المساعدة من الدولة العثمانية للدفاع عنها في مواجهة القوات الصليبية، وهو ما أدى إلى دخول العثمانيين في حلبة الصراع للذود عن دول الإسلام، وبالتالي أصبحت دول الشمال الأفريقي ما عدا المغرب الأقصى في حظيرة الدولة العثمانية.
قُدَّر للبحرية الليبية أن تلعب دوراً بارزاً في الصراع البحري الدائر في حوض البحر الأبيض المتوسط في العصر الحديث وخاصة في العهد العثماني الأول والعهد القرمانلي الذي اهتم ولاته بدعم القرصنة البحرية وتقويتها زيادة في تدعيم اقتصاد دولتهم الفتية. ولقد رافق ذلک الصراع تطورات وتيارات دولية ساهمت في بلورة ذلک الصراع البحري بين الجانبين المشرق الإسلامي والغرب المسيحي فيما عرف عند الغربيين باسم "القرصنة"