إن وزارة التربية والتعليم في سعيها المتواصل لتطوير وتحسين وتوجيه عناصر المنظومة التربوية إنما تنشد العمل على تطوير العنصر البشري وإعداده لمواجهة متغيرات العالم من حوله وتأهيله للمستقبل، ولأن عملية التطوير والتحسين لا تقف عند مرحلة تعليمية دون سواها، ولا عند فئة دون غيرها، بل هي عملية شمولية تهدف إلى الارتقاء بمستوى المنظومة التربوية على اختلاف عناصرها، وعليه تبذل وزارة التربية والتعليم بالمملکة العربية السعودية جهود کبيرة لتحقيق الکفاءة والإنتاجية والإتقان التربوي المتميز في مخرجات مراحل التعليم المختلفة بالمملکة، ومن تلک الجهود تدريب مدير المدارس أثناء الخدمة لأن نجاح العملية التعليمية مرهون بمن هم في ساحات القيادة وتعتبر الکفايات المهنية والشخصية لمدير المدرسة الأساس تعتمد عليه المدرسة في استمرار نجاحها في رسالتها وتحقيق أهدافها فمهما يسير للتعليم من معلمين متميزين ومناهج متطورة وأدوات ووسائل متنوعة فإن فاعليه ذلک کله لا بد لهما من مدير مدرسة کفء يستطيع بمهاراته وکفاءاته توجيه کل هذه العناصر لصالح عملية التعليم وتطويرها.
ولذا تعد عملية تدريب مديري المداس من القضايا التي تلقى اهتماماً متزايداً في الأوساط التربوية سواء في الوسط العربي أو خارجه حيث أحيطت هذه القضية بقدر کبير من الاهتمام الذي يعزى بالدرجة الأولى إلى أهمية الدور الذي يقوم به مدير المدرسة في المجتمع والطبيعة الخاصة لهذا الدور الذي تغير بشکل کبير في السنوات الأخيرة، حيث لم يعد مجرد شخص يحافظ على النظام داخل المدرسة فقد أصبح قائداً تربياً يهتم بجميع جوانب العملية التربوية داخل المدرسة وخارجها، ومع التغير المستمر في دور مدير المدرسة تبرز أهمية تدريبه للقيام بأدواره الجديدة وإثراء وتجديد معارفه ومهاراته، وعليه يجب تخطيط برامج تدريبية لمديري المدارس من خلال بيانات ومعطيات دقيقة عن الاحتياجات التدريبية لهم، وکذلک تتضمن مستويات التغير المطلوب لمديري المدارس قبل المرور بالخبرة التدريسية.