لا يختلـف المهمومون بأمر هذا المجتمع على أنه يعيش أزمة بنائية تلمس کافة أبعاد البنية الاجتماعية المصرية، فقد شهد البناء الاجتماعى المصرى تحـولات أدت الي تـدهـور أوضاع الطبقة المتوسطة وانکماشها بفعل هبوط نسبة کبيرة من أفرادها نحو القاع الاجـتماعي، کما أدت تلک التحولات الي استقطاب رأس المال نحو قمة الهرم الاجتماعي حيث ترکزت الثروة القومية في أيدى حفنة قليلة من الأغنياء الجدد فضلا عن استشراء ممارسة المهن الرثة التي يضطر لممارستها من يعانون البطالة ويفتقدون فرص العمل المنتج. کما تفتت البنية السياسية وفقدت تماسکها، بمبارکة صفوة سياسية رأت فيما لحق بالبناء السياسى من تفکيک وضعف علامة علي الصحة والحيوية واکتساب للتعددية والديمقراطية.
وقد لفت "هابرماس" النظر الي العلاقة الوثيقة بين أزمة التماسک البنائي وما يدور في ساحة المجال العام من صراعات المصالح والأفکار والرؤى الايديولوجية ، فلاشک أن المجال العام يتأثر سلبا وايجابا بسلامة البنية الاجتماعية وثباتها وکذلک بتفککها وارتباکها،مما يضيق مناطق الاتفاق الأساسية التي يتکون في اطارها الرأي العام للمجتمع ،ومايترتب علي ذلک کله من أن يصبح المجال العام أجوفا فارغا من أهم عناصره الثقافية أو أن يضيق ليقتصرعلي العائلة والمصالح الضيقة للافراد.
وقـد امـتدت آلـيات الـتفکـيک الـي الـذاکرة الجـمـعية الغـنية والـحافلة بالأحداث التاريـخية، لـتـصـبح نـهبا للعبـث والـتخـريب ، مما يـجعـل الـخـطـر يـمتد الي اسـاسـيات تکوين الـضـمير الـجـمعي للجماعة المصـرية، ويفـتح الـباب لنـية تقـسـيم شـريرة تـستهدف الکيان الاجـتماعى ان لـم يکـن الوجود نـفسـه.
أولاً : أهداف الدراسة :
1- التعرف على الطريقة التى تطور بها مفهوم النحن فى السياق البنائى – التاريخى المصرى.
2- المساهمة في ضخ قدر من الطاقة الايجابية في جنبات المجال العام المصري ، الذي يعاني من التآکل نتيجة زحف المؤسسات السياسية للاستحوازعليه بما يؤثر عليه سلبا فيعجز عن أداء مهمته في التوفيق بين المطالب المتعارضة للمواطنين ليصبح هو نفسه مجالا للمنافسة بين السياسيين .
3- الکشف عن الکيفية التي يتعرض بها الضمير الجمعي المصري لآليات التفکيک التي تضرب.