يعبَّر أدب محمد البساطي الروائيٌّ عن طوائف المسحوقين المهمشين والبسطاء، فأدب البساطي يصف حياة هؤلاء في ظل عمليات التهميش والتجاهل لهم ولمعاناتهم، فتهتم رواياته بهم وتعيد نسخ واقعهم من خلال مجتمع النص الروائيّ، لذلک اختار البحث رواية "جوع" التي تعد من أهم رواياته المعبرة عن حياة المهمَّشين والمسحوقين، لتکون مادته. فهذه دراسة نقدية تسعى للکشف عن الأيديولوجيا الفکرية التي تتبناها رواية "جوع"، وتبشِّر بها، وفق نظرية المعرفة المارکسيَّة، خاصة أنَّ الرواية قد اتَّخذت الرؤية المارکسيَّة محورًا أساسيًا في بنائها الفکريّ والفنيّ. فتناولت الدارسة عدة مباحث أهمها: السياق التاريخي، الاستهلاک وعلميات تسليع الجسد، وصناعة النخب الرأسمالية، والوريث الرأسمالي. تهدف الدراسة إلى الکشف عن دور المبدع المعاصر في مناقشة الواقع الاجتماعي والاقتصادي للوطن، وإسهامه في نقد تلک التغييرات ومعارضتها؛ بهدف الإصلاح والاستمرار في عمليات النهضة الحديثة، فالمبدع صاحب التوجه الأيديولوجي يرکز –من خلال إبداعه- على مناقشة بعض سلبيَّات الواقع؛ بهدف إصلاحها، ونشر المعرفة التي تتيح للقارئ التفاعل الإيجابيَّ في محيطه الثقافي والاجتماعي.      وقد اعتمدت الدراسة المنهج التحليليّ التاريخيّ، للوقوف على البنية الفکريَّة والثقافيَّة للنص الروائيّ، ومدى استجابته للواقع المجتمعي وتاريخه. وجاءت الخاتمة لتبرز دور المبدع الأيديولوجي في نشر المعرفة، وإشراک المتلقي في خلق تفاعل إيجابي مع النص الروائي، والتغييرات الاجتماعية