لعب العاملون في أسواق القيروان دوراً بارزاًَ في الحياة الاقتصادية ، وأثروا بعمق في هذه الحياة فکان علي أکتافهم يتم توزيع المنتجات التجارية کما کانوا مقياس لحرکة لازدهار الاقتصادي للبلاد.     ورغم دورهم المؤثر في حرکة التجارة إلا أنه لم نجد ـ فيما نعلم ـ أيه دراسة مستقلة عنهم وحتى کتب التاريخ العام أهملتهم إهمالاً يکاد يکون مطلقاً ، لذلک وجدنا أن للبحث عن دورهم لابد من الخوض في کتب الطبقات التي تناولتهم بنظرة الاحتقار خاصة للسمسار والدلال والجلاس رغم دورهم الکبير في تصريف المنتجات التجارية    وبنظرة عامة للأوضاع الاقتصادية للبلاد نجد أنهم ينتعشون مع الازدهار التجاري وأول من يتأثرون بما تتعرض له البلاد من مشاکل سياسية واقتصادية ، خاصة وأن القيروان کثيراً ما تتعرض للجوائح الطبيعية ، ولذلک تأتي أهمية دراسة العاملون في الأسواق إلي أنهم المحرکون الأساسيون للسوق ، فمن خلاهم يتبلور أهمية الأسواق ، حيث يقوم علي أکتافهم العبء الأکبر لحرکة البيع والشراء .