يسعى هذا البحث إلى الکشف عن تقنيّة الحوار في الخطاب الشعري عند الطغرائي ، وتتبع صيغه وأشکاله وأطرافه ، بهدف تعرف دوره الدلالي والانفعالي في شعره ، وبيان أهميته في بناء القصيدة وتماسکها.
          وقد قامت الدراسة على تناول مفهوم الحوار لغة واصطلاحا ، ثم دراسة صيغه وأشکاله في شعر الطغرائي ، من حوار خارجي يقوم على ظهور صوتين أو أکثر لأشخاص مختلفين ، وحوار داخلي يکون الصوتان المتحاوران فيه لشخص واحد . کذلک تناول الصيغ التي قام عليها الحوار في شعره ، سواء ما جاء بالصيغة الفعلية (قال / قلت / قالت ... ) أو ما جاء بأفعال الطلب أو النداء أو الاستفهام . مع بيان المساحة التي يشغلها الحوار في فضاء القصيدة ، حيث التقينا بالحوار الطويل والحوار القصير ، وکان لکل منهما دوره وأهميته في بناء النص . کما تناولت الدراسة أطراف الحوار في شعره ، حيث حواره مع الذات ، والحوار مع الشخوص الحقيقية والافتراضية ، وحوار العذل ، والمحبوبة ، والأبناء ، وکذلک تناول الحوار في معرض المديح والرثاء ، ثم محاورة الطبيعة.