يعد التعليم رکيزة أساسية تقوم عليها نهضة المجتمعات، والسعي إلى تطوير التعليم هو ما تسعى إليه المجتمعات العربية التي أدرکت أن الرهان الحقيقي للتنمية هو التعليم والاهتمام بالمورد البشري. ونعيش اليوم عصر التقنية وتسارع المعلومات التي اقتحمت جميع المجالات، وهذا نتيجة التطور التکنولوجي ونمو صناعة الحواسيب الآلية والأنترنت واستخدامها في المجال التعليمي، لذلک تطور الاهتمام بالتعليم عن بعد کأحد انعکاسات استخدامات التکنولوجيا في المجال التعليمي، ودعا التربويون إلى ضرورة تطوير التعليم کي يواکب الثورة التقنية.
ويعتبر التعليم عن بعد تجربة فتية في الجزائر لا يزال يواجه العديد من الصعوبات، وفي ظل الظروف التي تواجهها الجزائر کغيرها من المجتمعات بفعل جائحة کوفيد-19 أرغمتها للتوجه إلى التعليم عن بعد نتيجة غلق المؤسسات التعليمية والحاجة إلى يجاد بديل لاستمرارية الدراسة.
لقد کشفت هذه الجائحة عدة صعوبات تحول دون الوصول إلى تحقيق الأهداف المرجوة من التعليم عن بعد في الوطن العربي وخاصة الجزائر، وإذا کان هذا الوضع استثنائيا إلا أنه من الضروري الانتباه إلى مستقبل هذا النوع من التعليم الذي أصبح ضرورة وحتمية تفرضها ظروف هذا العصر. لذلک فالوقوف على واقع التعليم عن بعد في ظل هذه الأزمة الوبائية ووضع الخطط والتدابير اللازمة للنهوض به هو حتمية وطنية وعربية لتطوير التعليم وتحقيق أهداف التنمية، ودراسة هذا الموضوع من رؤية سوسيولوجية هو القاعدة الأساسية