تعد دراسة استخدامات الأرض من الدراسات المهمة في دراسات جغرافية العمران والتخطيط الحضري، إذ تلقي الأضواء على اشکال التباين المکاني للأنشطة داخل المدينة والمساعدة في عملية اتخاذ القرار. وبتطور الوسائل البحثية مثل تقنيات نظم المعلومات الجغرافية والاستشعار عن بعد على وجه التحديد أمکن القيام بالتحليل الدقيق للبيانات المکانية ومن ثم توفير الفرصة للخروج بنتائج جيدة في استخدام الارض، وفي إيجاد معايير تقسم على أساسها تلک الاستخدامات. قام الباحث في الدراسة الحالية بمزاوجة تقنيتي نظم المعلومات الجغرافية والاستشعار عن بعد لتطبيقهما على حالة حي الراشدية بمکة المکرمة. معتمدا على بيانات الدوائر الحکومية السعودية والوثائق الرسمية والنشرات الاحصائية والمرئيات الفضائية لأعوام متتالية، حيث خرج بالعديد من النتائج، أهمها: أن هناک تنوع في استخدامات الارض حسب حاجة السکان، ولکنه کان بتوزيع غير متوازن. وکان اعلاها تأثيراً وکفاءة هو الاستخدامات الدينية وبسبب نطاق ونفوذ المساجد. ويؤکد ذلک زيادة مساحة الاستخدام الديني والتي بلغت 183347م²، بينما بلغ نصيب المصلين للمستحقين للخدمات الدينية من المساحة 97984م². وبالعکس من ذلک کانت استخدامات الارض للخدمات التعليمية التي انحصرت في الأجزاء الغربية من الحي، حيث بلغت المساحة المخصصة للاستخدام التعليمي في حي الراشدية 103418.96م²، أي ما تعادل 12.27% من اجمالي المساحة المخصصة للاستخدام التعليمي حسب معيار نصيب التلميذ من المساحة والتي تبلغ 843165 م²، بينما جاءت استخدامات الارض الطبية والتجارية مطابقة لمعيار حصة الفرد من المساحة ولکنها في امتداد نفوذ نطاق الخدمة.              واختتمت الدراسة بأن تقنية الاستشعار من بعد تعدّ من أفضل التقنيات الحديثة لرصد التغيرات الارضية ومصدراً للمعلومات الحديثة، ما يشير على ضرورة التکامل بين تقنية نظم المعلومات الجغرافية وتقنية الاستشعار عن بعد لبناء قواعد بيانات جغرافية قوية لتسهم في دعم صناعة القرار وبناء الخطط واتباع الإجراءات التنظيمية المناسبة. مع مراعاة المعايير المعتمدة عند تخطيط وتوزيع الخدمات العامة بحي الراشدية. ونوصي بتأسيس بنية تحتية متطورة کالمدارس ورياض الأطفال ضمن أسس علمية سليمة.