تمتعت بلاد اليونان باطلالات کثيرة علي البحر المتوسط وبحر إيجه والبحر الأدرياتي، حد الأخير بلاد اليونان من ناحية الغرب وتميزت سواحله بالإستقامة مما شکل عائقا کبيرا أمام ظهور الموانيء الطبيعية؛ هذا على العکس من السواحل الشرقية شبه جزيرة البلقان والتي کثرت بها الموانيء الطبيعية نتيجة لکثرة تعاريج هذه السواحل؛ مما ساعد المدن اليونانية على التوجه حضاريا وسياسيا ناحية الشرق وتکوين مستعمرات مختلفة في جزر بحر إيجه وکذلک في مناطق کثيرة بجنوب غرب آسيا الصغري، هذا بالإضافة إلى التواصل الحضاري مع شعوب شرق البحر المتوسط وتبادل التأثير والتأثر فيما بينهم.  امتلأ بحر إيجه Aegean sea 'Αἰγαῖον πέλαγος' – الذي شکل معبرا حضاريا لبلاد اليونان في غربه ومناطق آسيا الصغرى في الغرب وليس هذا فقط بل کان أيضا مؤثرا في تشکيل الوحدة الحضارية بين مناطق البلقان وکثير من مدن آسيا الصغرى- بالجزر التي وصل عددها إلى أربعمائة وثلاث وثمانون جزيرة؛ وعلى هذا فإن تناثر هذه الجزر في کل أرجاء بحر إيجه ساعد على تقوية الروابط الحضارية بين شبه جزيرة البلقان التي غطت اليونان القسم الأکبر منها وبين آسيا الصغرى التي انتشرت فيها المستعمرات والمستوطنات والمدن اليونانية