هناک تشابه بين تحليل الجداول وتحليل الأشکال البيانية التي نقوم بتصميمها ، ذلک لأن الأشکال البيانية المخلقة بواسطة جداول سبق اعدادها تهدف الى بيان ما هو مطلوب بيانه، في الواقع فان للشکل البياني القدرة على اظهار المعلومات بشکل أکثر وضوحا ويمکن للعقل فهمها واستيعابها، عن طريق اجراء مقارنات سريعة وفاعلة وتنظير تغيرات العناصر الممثلة واتجاهاتها. وقبل الوصول إلى المرحلة النهائية وهي مرحلة تحليل الشکل البياني أي مرحلة الاستقراء والاستدلال لتحرير النص العلمي الشارح الدال على الإشکالات العلمية المستنتجة من هذا الشکل،  يجب التفکير بالمراحل أو الخطوات التي يجب اتباعها لتصميم الشکل البياني والتي بدورها،   تقتضي من الباحث أن يفکر بالعوامل المحددة لهذا التصميم ،  بغية الوصول الى تطوير شکل بياني متکامل وعالي الوضوح وعلى قدر کبير من العلمية والعبقرية.  وکما نعلم فان هناک أربعة مجموعات من الطرق العلمية الجغرافية التي تستخدم في صياغة منهجية الباحث في بحثه، وتساعده في تقديم عمل يتسم بالأصالة والابداع، باعتبار أن التعريف العلمي المقبول للمنهجية، يؤکد على کونها عبقرية الباحث في تطوير عمليات الاستقراء والاستدلال بموجب استخدام مختلف الطرق الکمية والکيفية النوعية حسب تتابعها للوصول الى الأهداف المحددة. ومن أهم الطرق الخاصة بمعالجة البيانات الجغرافية نذکر المجموعات التالية: طرق المعالجة الکارتوجرافية؛ طرق المعالجة الکمية؛ طرق التحليلات المکانية: (بواسطة نظم المعلومات الجغرافية ونظم الاستشعار عن بعد)؛ طرق المعالجة البيانية. وطرق المعالجة البيانية هي التي تهمنا في هذا المقام، والتي سيتم الترکيز عليها ودراستها في هذا البحث.