أصبحت قضية التنمية من القضايا الملحًة في الآونة الأخيرة , وخاصة التنمية الحضرية التي تعد محور اهتمام المسئولين وصناع القرار وذلک من منطلق أن تحقيق التنمية يضمن توفير الحد الأدنى من الاحتياجات الأساسية والترفيهية للسکان , ولهذا فقد قامت هيئة الأمم المتحدة بدور فعال في نشر فکرة التنمية الحضرية  Development   Urban  على المستوى الدولي منذ عام 1951م , حينما عملت على دراسة المراکز الاجتماعية والعلاقة بين المجتمع المحلى والمجتمع القومي . ولقد کان الاهتمام منصبا على المجتمعات الريفية , حيث کان الترکيز الأساسي على التعاون بين السکان والجهود الحکومية بهدف التنسيق بين الخدمات الزراعية والصحية , ولکن تقرير الحالة الاجتماعية للسکان عام 1957م أکد على ضرورة الاهتمام بالمجتمعات الحضرية ومن ثم وجه الاهتمام بذلک . وتعني التنمية الحضرية تنظيم العلاقة بين المراکز الحضرية والريفية لإيجاد نوع من التوازن فيما بينهما من جهة وفيما بين توزيع السکان بالمراکز الحضرية وتوزيع الخدمات والمرافق الضرورية فيها من جهة أخرى , بمعنى أخر هي تغيير مدروس ومخطط له يهدف إلى إحداث توازن في المنظومة الحضرية , بحيث لا يکون هناک هيمنة حضرية أو ترکز حضري في منطقة أو إقليم دون أخر .