تعرّف الأمم المتحدة (1994) التصـحر بأنه ظاهرة أو مشکلة ببيئية تؤدي إلى تدهور إنتاجية الأرض بسبب تعطل عوامل  الإنتاج وعناصره، أو تدهور عناصر البيئة من نبات طبيعي وتربة، نتيجة عوامل طبيعية وأخرى بشرية مما يؤدي إلى تدهور قوتها الإنتاجية الطبيعية، وضعف الحياة النباتية وفقدان التنوع الحيـوي، وفقدان التربة الفوقية فيها، ومن ثم فقدان قدرة الأرض علـى الإنتـاج بأنواعه المختلفة: وعلى ذات السياق سار البحث في مفهومه للتصحر ليفهم أن التصحر هو العملية التي تتحول بها  الأرض، نتيجة الاستخدام البشري الخاطئ، إلى جزءٍ من الصحراء، رغم أنها لم تکن کذلک في يوم من الأيام. محافظة بيشة، إحدى أهم المحافظات الزراعية في المملکة العربية السعودية، بموقعها في إحدى إقليم قاحل، ونتيجة للعمل البشري غير المرشد، بدت عليها مظاهر التصحر من تدهور التربة، تدني الإنتاجية فقدان للتنوع الحيوي، وفقدان النظم البيئية القدرة على تهيئة البيئة الإنتاجية بنظمها المختلفة. يهدف البحث لتحليل الأسباب التي أدت إلى تسارع وتيرة التصحر بمحافظة ببشة .وتتبع مراحل التصحر منذ بدايته  وتأثيره على النظم البيئية بالمحافظة. وللوصول لتلک الأهداف تم استخدام المنهج التحليلي. حيث قامت الباحثة بجمع البيانات عن محافظة  بيشة من التقارير، العمل الميداني والصور الجوية التي تم تحليلها.        تشير النتائج إلى أن تناقص معدلات الأمطار السنوية وانخفاض مستويات الماء الجوفي والسطحي، إضافة إلى حالة القحط الطبيعي الذي تتسم به المحافظة،کلها أسباب طبيعية أدت إلى تصحر الأرض، إما نتيجة تدهورها أو بسبب زحف الکثبان الرملية في بيشة. کما إن سوء استخدام الأرض، وتحميل الأرض بمحاصيل فوق طاقتها الإنتاجية، واستمرارية حفر الآبار العميقة وبشکل مکثف دون المستوى الطبيعي للماء في الأحواض الجوفية، والاستنزاف الجائر لمصادر المياه السطحية، والرعي الجائر، والقطع غير المنظم للنبات الطبيعي، کلها أسباب بشرية ساهمت بدورها في تدهور الأراضي المنتجة وتضاعف آثار التصحر في المحافظة. والنتيجة هي تدهور النظم البيئية: الفيزيائي (المائي) والحيوي (نبات طبيعي وحياة فطرية) والبيدولوجي (التربة).  و يمکن رصد مظاهر التصحر في تحول العديد من المناطق الزراعية و الأودية الغنية بالمياه إلى أراضي قاحلة، وفي هجرة الکثير ممن يشتغلون بالزراعة لأعمالهم و مناطقهم السکنية باتجاه المدن بحثا عن مهن أخرى.