تحتضن الطفوح البرکانية المدينة المنورة من جهاتها الثلاث: الشرقية، الجنوبية والغربية على شکل قوس مفتوح من الناحية الشمالية. وقد أعطى هذا الشکل الطبوغرافي للمدينة المنورة تميزا فريدا من حيث جيومورفولوجية المنطقة. فهذا المسجد النبوي الشريف يمثل نقطة المرکز، حيث يقع في حوض رسوبي تحيط به المرتفعات اللابية من معظم جهاته، وهي حرّات بازلتية ذات شکل أصبعي تمثل النهايات الطرفية الشمالية لحرة رهاط الکبرى، التي تمتد لمسافة 300 کم من شمالي الطائف جنوبا حتى المدينة المنورة شمالا. وقد کان لهذه الحرار دورا بارزا في تنمية  النشاط الزراعي في المدينة المنورة، کما حافظت على المياه الجوفية من الاستنزاف. الهدف من هذا البحث هو دراسة حرّات المدينة المنورة جيومورفولوجيا، والتعرف على أنواعها، ومسمياتها، وملامحها الطبيعية، بالاعتماد على بيانات متعددة المصادر (خرائط طبوغرافية، جيولوجية، موضوعية، مرئيات فضائية للقمر الصناعي سبوت 5 لعام 2012 بتطبيق التصنيف الموجه للمرئية المرکبة في المجالين المرئي والقريب من تحت الأحمر مع المعرفة الميدانية)، وإظهار دورها في تفعيل مفهوم التنمية المستدامة في الحفاظ على المياه الجوفية، وتحفيز دور النشاط البشري بالمدينة، وکمعلم سياحي مهم وبارز يرتاده الحجاج والعمّار والزوار قلما يوجد له مثيل على المستويات المحلية، والإقليمية والدولية.