تأثرت العلاقات الدولية بعد أحداث 11 سبتمبر 2001 تأثرًا كبيرًا، الأمر الذي شكل اتجاهات جديدة بالنسبة للولايات المتحدة من جانب ولعدد من القوى الكبرى مثل الصين وروسيا من جانب آخر. ففي اطار تدهور العلاقات الروسية -الأمريكية الغربية الأخيرة بعد الأزمة الأوكرانية، وتحول الاهتمام الروسي إلى دائرة الشرق ضمن دوائر اهتمام سياستها الخارجية، وفي إطار التأكيد على التواجد الصيني في بحر الصين الجنوبي، الأمر الذي أوجد عددًا من الدراسات التي اهتمت بوضع تصورات حول فكرة "االتقارب" الروسي -الصيني في مواجهة القطبية الأحادية بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية. إلا أن تحليل هذا التقارب يظل غير مكتمل ولم يتم توضيحه بشكل منهجي في أدبيات العلاقات الدولية، الأمر الذي نتج عنه صعوبة تقييم درجة التقارب بين الجارتين الروسية والصينية، وإلى أي مدى زاد تعاونهما الاستراتيجي. من هذا المنطلق، تهدف هذه الورقة البحثية إلى محاولة تقييم مدى التقارب العسكري الروسي -الصيني، وهل هناك ما يمكن وصفه بوجود تحالف روسي صيني، وهل العلاقات بين الجانبين يمكن أن توصف بالتحالف أم لا؟ ذلك من خلال قياس درجة التعاون الاستراتيجي العسكري في العلاقات بين الجانبين. كما أن هذه الورقة تهتم باستكشاف التعاون بين الجانبين عبر الأبعاد العسكرية التقنية، والاقتصادية، والدبلوماسية لوضع تقييم عام لمدى تقدم العلاقات الثنائية بمرور الوقت.