تستهدف هذه الدراسة  الکشف عن حقيقة العلاقات السعودية الإيرانية، إذ يخيم على طبيعة العلاقات الإيرانية/السعودية منذ الثورة الإسلامية 1979 ولا زال الطابع الصراعي، ولقد تعددت وتباينت التيارات والمناهج المعنية بدراسة أسباب ودوافع هذا الصراع: فلقد ارتکز أنصار المناهج الواقعية البراجماتية إلى فکرة ميزان القوة في سبر أغوار ذلک الطابع الصراعي الذي يخيم على طبيعة العلاقة بين هاتين الدولتين، في حين أعزى أنصار الطريقة البنائية أسباب هذا الصراع ودوافعه المحرکة إلى تنازع الهويات القومية القائمة على مذاهب متناصبة العداء. غير إنه لاح في الأفق في الآونة الأخيرة تيار من المحللين-وهذا ما نميل إليه في بحثنا هذا- يجمع بين تينک الطريقتين ويصهرهما في بوتقة واحدة متجانسة وطريقة بحثية متماسکة، ولا يستخدم کمجهر للتنقيب عن حقيقة وأسباب الطبيعة الصراعية الظاهرة فحسب، ولکن في الکشف عن الأسباب الکامنة وراء هذه الطبيعة کذلک. وعلى أية حال تتمحور مادة بحثنا في طبيعة العلاقات السعودية الإيرانية في القرن الحادي والعشرين، وعليه فإن هذا البحث يشأو إلى البحث عن أوفق الطرق للوقوف على حقيقة هذه العلاقة.
المنهجية
طريقتنا في هذا البحث هي الطريقة الاختبارية فضلاً عن الارتکاز على بعض النماذج التحليلية حال: ميزان القوة وميزان الهوية، ونموذج "هنرى ناو"، وتقيداً بمنهج البحث والهدف منه سيتم ترتيب البحث على مبحثين، الأول: ينطوي على المداخل والأطر النظرية للدراسة، بينما يتناول المبحث الثاني الصراع السعودي الإيراني من ثنايا منظوري "ميزان القوة" و"ميزان الهوية".
النتائج
استنتجت الدراسة أن الطبيعة الغالبة على العلاقات السعودية الإيرانية هي الطبيعة الصراعية في القرن الحادي والعشرين، ويرجع ذلک لعوامل عدة منها: عوامل أيديولوجية وعوامل واقعية.
الخلاصة
خلصت الدراسة إلى أنه من أفضل الطرق والمداخل لفهم حقيقة العلاقات السعودية الإيرانية هي طريقة هنري ناو التي تأخذ في حسبانها العوامل الأيديولوجية والعوامل الواقعية معاً؛ تلکم الطريقة التي تمزج بين مزايا المدخلين (الأيديولوجي والواقعي) وتجسدهما في طريقة واحدة بمقدورها أن تسبر أغوار حقيقة العلاقات السعودية/الإيرانية.