شهدت بدايات القرن الحادي والعشرين اهتماماً متزايداً بدراسة محددات التنمية الاقتصادية وآليات تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية الثالثة، والتي أقرتها منظمة الأمم المتحدة وتعهدت دول العالم-ومنها دول المنطقة العربية- بالعمل على تحقيق مستهدفاتها. ورغم الجهود التي تبذلها أغلب الدول العربية لمواکبة المنافسة العالمية الشرسة في هذا الصدد، إلا أن مردود تلک الجهود على تحقيق الأهداف الإنمائية لا يزال محدوداً وهو ما يفرض على تلک الدول تحدي الأساليب التقليدية وتطوير آليات تنموية أکثر اتساقاً مع معطيات الواقع المعاصر. ومن هذا المنطلق سعت الدراسة الحالية إلى تحليل رکائز التنمية الاقتصادية وتحدياتها في الدول العربية لاستخلاص فرص تطويرها بهدف مساعدة صناع القرار وواضعي السياسات التنموية على تصميم استراتيجية متکاملة لتحقيق الأهداف الإنمائية في المنطقة العربية، أخذاً في الاعتبار کل من الخصائص المشترکة لدول المنطقة، وعناصر الطبيعة الخاصة لکل دولة على حدة. وقد تم الاستناد في التحليل إلى کل من تقارير الأمم المتحدة لتقييم الأهداف الإنمائية، ومؤشرات التنمية العالمية والإقليمية الصادرة عن البنک الدولي وصندوق النقد العربي، فضلاً عن تقارير التنافسية العالمية الصادرة عن المنتدى الاقتصادي العالمي خلال فترة الدراسة.