استهدفت هذه الدراسة تحليل أبرز آليات وإجراءات الديمقراطية الداخلية في الأحزاب السياسية في الليبراليات المعاصرة، وذلک من حيث طريقة اختيار مرشحي الحزب في الانتخابات العامة، وآلية اختيار قيادات الحزب، وکيفية تحديد مواقف وسياسات الحزب في مختلف القضايا، وأثر الديمقراطية الداخلية على قوة وتماسک الأحزاب وأدائها لوظائفها. وقد خلصت الدراسة أن الأحزاب السياسية في الديمقراطيات المعاصرة أصبحت تتجه نحو زيادة وتفعيل مظاهر وإجراءات الديمقراطية الداخلية، حيث أصبحت أساليب اختيار المرشحين وقادة الحزب وآليات اتخاذ القرارات وصنع السياسات أکثر شمولًا، ومن الأسباب التي جعلت الأحزاب الديمقراطية تسلک هذا الاتجاه هو الإيمان بأن الديمقراطية الداخلية تزيد من شرعية الأحزاب السياسية، کما تساعد على زيادة عدد الأعضاء، وزيادة فرص الحزب في المنافسة الانتخابية.